إنما كُتب علي الشقاء يا عزيزتي، لا لشيء، إنما فقط لإستخدام عقلي، و عدم قبولي بالأشياء كما هي،فأيّت
إنما كُتب علي الشقاء يا عزيزتي، لا لشيء، إنما فقط لإستخدام عقلي، و عدم قبولي بالأشياء كما هي، فأيّت طبيعة هاته التي تمنحك عقلا لا حدود لتفكيره، و تشقيك لمجرد إستعماله ومحاولة تجاوز التفكير المنتشر في المجتمع، فمن بنى المجتمع؟ من علمنا طريقة تفكيرنا؟ و لمذا وثقنا بهم؟ آه يا عزيزتي كم أعاني في صمت، و هل لمعاناتي معنى؟ ألم يقل كارل ساغان أننا كلنا في نقطة زرقاء باهثة، هل معاناتي هي الأخرى في هذه النقطة الزرقاء الباهثة! أم انها تجاوزت حدود الكون لتصبح معانات كونية تتضخم لتصل كل النجوم، يقول داروين أن التفكير هو من أنقذنا من الإنقراض، حيث كنا نوصل المعلومات للجيل القادم، هل من أنقذني مرة يأخذ ديونه بشقائي مرتين. أعرف عزيزتي أنكِ في هذه اللحظة قد تتسألين عن ما كنت أفكر فيه، و ما أوصلني إلى هاته الحالة، أليست الحياة بسيطة وجميلة؟ فلمذا التفكير في أشياء لن ترجع علينا بنفع، فأما عن هذا فسأبقيه سرا، فالتفكير مرض معدي! عزيزتي، لم أشأ أن أعكر صفو أمسيتك الجميلة برسالتي هاته، وسيخاجلني شعور بالأسى العميق لو عملت أن رسالتي غيرت في مزاجك ولو قليلا، وما فائدة أساي على كل حال، ختمت رسالتي، ورحت أتأمل في سيجارة من نوع مالبورو بيوند، كيف إستطاع هذا الإنسان الحقير التفنن في صنع السيجارة، بل ودمج فيها نكهات على سبيل النعناع مثلا، إستسلمت للنوم آخرا، حلمت بنفسي أسبح مع النجوم، مع غبار كارل ساغان، و أرى أرضنا من أبعد نقطة في الكون، هل هنا حقا كل أحلامنا؟ [يتبع] -- source link